الموضوعات
مقدمة،
مفهوم الدعم النفسي،
أهمية الدعم النفسي،
المقدمة:-
إن تحديات الحياة المعاصرة وضغوط الازمات اليومية تضعنا في أوضاع نفسية متردية تؤثر سلبا على مشاعرنا وتغير كثيرا من سلوكنا وأنماط تفكيرنا وقد تصل لنوع من الإعاقة النفسية التي تجعلنا في أمس الحاجة لأساليب وطرق منهجية وبرامج مدروسة تساعدنا على التحرر من هذه المشاعر التي تعيق حياتنا و تسجن مشاعرنا في حصار من السلبيات والعقبات التي تمنعنا من ممارسة حياتنا بصورة طبيعية و إدارة ذواتنا بفاعلية واكتشاف قدراتنا وتطويرها.
يعرف الدعم النفسي اصطلاحا بأنه؛
((أي نشاط يحسن من قدرة الفرد على التعامل مع الظروف غير العادية للحدث الحرج ، والتي تنطوي على درجات عالية من التوتر .)) وفقا لدليل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ، 2006م.
وهو سلسلة متصلة من الدعم والرعاية التي تؤثر على الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد . تمتد هذه السلسلة من أفراد الأسرة، ومقدمي الرعاية والأصدقاء والجيران ، والمدرسين ، إلى العاملين في مجال الصحة وأعضاء المجتمع ، ضمن علاقات رعاية يومية مستمرة تجمع بين التواصل والتفاهم والحب غير المشروط ، والتسامح والقبول ، وتتوسع لتصل إلى الرعاية التي تقدمها الخدمات النفسية المتخصصة .
ويتم من خلال إكتساب المعارف والمهارات والقدرات المؤهلة لاتخاذ القرارات ، واكتساب الخبرات الفعالة بهدف تحديد الأولويات التي تعين على أداء الأدوار المنوط بها بكفاءة واقتدار .
أهمية الدعم النفسي:-
للدعم النفسي أهمية كبيرة في حياة أفراد المجتمع ، فهو يؤثر في كيفية إدراك الفرد لأحداث الحياة الضاغطة وأساليب المواجهة الفعالة وبصورة اكثر دقة يمكن تلخيص أهمية الدعم في النقاط التالية:-
1. حماية الذات :-
الدعم النفسي يعمل مباشرة على مفهوم الفرد لذاته وتحسين آليات سيطرة الفرد على ذاته وتنميتها وتطويرها مما يكون له تأثير مباشر وسريع في احساس الفرد بأهمية ذاته ورفع تقديره لذاته كما أن الدعم النفسي يولد شعور إيجابي نحو ذات الفرد مما يرفع من مستوى سعادة و رضا الفرد عن نفسه. وله دور مهم في التخفيف من حدة المؤثرات السلبية والعقبات والمعاناة التي تقع على الفرد بسبب تحديات الحياة والأزمات بكافة أشكالها..
2. الوقاية من الأمراض والاضطرابات :-
يلعب الدعم النفسي دور مهم في التعافي من الاضطرابات سواء كانت نفسية أو عقلية ، بالإضافة إلى التوافق الإيجابي والنمو الشخصي للفرد ، وتجعل الشخص أقل تأثرا عندما تعترضه الأزمات .و للدعم النفسي أثرا ايجابي كبير على الصحة النفسية ، وله دور كبير في تزويد الفرد ببعض الخبرات الإيجابية المنتظمة .
3. مصدر للتوافق والتكيف الانفعالي :-
أن تقلبات الحياة و الأزمات المتتالية تضع ضغوط كثيرة على الأفراد تؤثر عليهم سلبيا بدرجات متفاوتة تجعل من التكيف المطلوب لممارسة الحياة الطبيعية بسلاسة مهمة صعبة وشاقة لذلك يكون للدعم النفسي دور مهم في تحسين وتطوير التوافق والتكيف الانفعالي ليستطيع الفرد المرور بكفاءة عالية في مصاعب الحياة دون آثار سلبية طويلة المدى كما أن استمرار الدعم والمساندة في صورة مجموعات داعمة مستمرة يجعلها مصدر للدعم والمساندة التي نحتاجها غالبا في حياتنا…
4. إشباع الحاجة للأمن النفسي :-
الظروف الحياتية الضاغطة والأزمات التي يمر بها الأفراد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وتهديد الاحساس بالذات،
و يصبح الفرد بعدها مهزوز ومهزوم و في أشد الحاجة للإحساس بالأمان والإطمئنان و الإنتماء لكيان داعم يستمد منه شعوره بكيانه وذاته الفردي ليستطيع الإستمرار و البقاء والتحرر من حصار الضغوطات وتنمية وتطوير مهارات التكيف لمواجهة التحديات و ضغوطات الحياة في المستقبل بأساليب ايجابية أكثر فاعلية….
يهدف الدعم النفسي إجتماعي إلى مساعدة الأفراد على التعافي بعد ان عطلت الأزمة حياتهم وإلى تعزيز قدرتهم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد معايشتهم لأحداث مؤذية.