(ألو إلحقني يا دكتور الولد مولع نار أعمل إيه؟!!)
الدكتور بمنتهى الهدوء والمهنية (قيستي الحرارة؟!)
(٣٨ و شرطتين يا دكتور و مفرهد خالص!!!)
حوار طبيعي جدا وعادي جدا لكن ركزوا كدة….
أولا الحرارة بتتقاس بالترمومتر يعني جهاز مدرج بيقدر يعمل قياس دقيق لكمية الحرارة الي احنا عارفين مسبقا حدودها الطبيعية 37° وأي نقص أو زيادة دليل لمرض
ثانيا أن الحرارة بتتقاس بطريقة غير مباشرة يعني احنا بنقيس تأثير الحرارة الي مش بنشوفها أو مش بنميزها غير بتأثيرها على الزئبق الي جوة الترمومتر ..
ودة بالظبط الي بيحصل في القياس النفسي يعني مثلا لما نقيس القلق عند مريض بنقيس تأثيرات القلق على جسم المريض سواء سلوكه أو عقله وتفكيره وتركيزه أو تاثيره الفسيولوجي الجسدي ..
و في المجال النفسي صعب أن يبقى في حدود طبيعية ثابتة( زي الحرارة كدة ) نقدر نخليها مرجع أو حتى ينفع نعمل مقارنة لأن الطبيعة النفسية بتتأثر بعوامل كتير مينفعش ببساطة نقول أن دة طبيعي ودة لأ ودي ببساطة أهمية القياس النفسي لأن المقاييس النفسية مش ميزان أو ترمومتر أو مسطرة نقدر نحدد و نقيس كميات فيزيائية ثابتة ومحددة زي الوزن والحرارة والطول ومنقدرش نختصرها ببساطة بأرقام و وحدات!!
المقاييس النفسية دي علماء نفس متخصصين وضعوها ومازلوا بيحدثوها ويصححوها علشان تبقى أقرب للحقيقة.. وتعبر بوضوح أكتر عن الواقع وكمان تبقى مؤشر مهم يؤخذ بيه.
وفعلا مع جهود التطوير المستمر بقيت المقاييس النفسية فعلا قيمة استثنائية و وسيلة قوية جدا لتحديد وقياس القدرات والاتجاهات الفردية…
اتقسمت المقاييس النفسية بطريقة منظمة أكتر كالآتي:-
1:-قياس العمليات المعرفية:-
يعني الذكاء بأنواعه وتميز كل نوع وخصائص كل نوع بطريقة كمية وكمان يميز الذكاء عن القدرات العقلية زي التذكر والتفكير والتخيل والادراك ..وغيره.
2:-قياس السمات الشخصية:-
يعني الطبيعة والمزاج العام للشخص يعني متعاون ، متوتر، منطوي، اجتماعي، عصبي ..وغيره.
3:-قياس المهارات الحركية:-
يعني رجل المهام الصعبة و رجل الدماغ العبقرية ولا ينفع أكتر في المهام الدقيقة ..وغيره.
4:-قياس الدافعية والميول والاتجاهات والقيم:-
ببساطة هل عندك الدافع لأداء شغل معين ولا لأ واتجاهك أو رأيك في القضايا العامة بتبسيط أكتر رأيك ايه في الجواز وانشاء اسرة أو رأيك في عمل المرأة مثلا أو الانجاب ..وغيره.
5:-قياس التفكير الابتكاري وحل المشكلات:-
دي بسيطة وواضحة يعني حضرتك هتقدر تحل مشكلة ما بكفاءة ويا ترى حلك دة كان مبتكر ولا متسرع ولا نظامه ايه وكمان هل كان تعاملك وحلولك للمشكلة يمتاز بالمرونة وبعد النظر والانتباه لكل الأطراف ..وهكذا.
6:-قياس الاضطرابات النفسية والعقلية:-
ودي مربط الفرس يعني يقيس المظاهر و الأثار المعروفة لاضطرابات نفسية ويحدد نوعها ويصنفها وينظمها ويحدد الكم والمستوى الي المريض فيه وطبعا دة مهم جدا لتحديد نوع وخطوات واجراءات العلاج والاستراتيجيات الي بتلائم مريض عن مريض..وهكذا.
ومثال للمقاييس الي بتستخدم في قياس الاضطرابات النفسية والعقلية:-
١:-المقاييس السيكومترية والمقصود بيها اجراء المقياس لتحديد مستوى المرض مع بداية التشخيص واعاده المقياس مره اخرى فى نهاية طريق العلاج كنوع من تقييم الفروق والتغيرات التى وصل لها المريض بعد خضوعه لجلسات الارشاد و بتستخدم كمان في حالة الأمراض متعددة المراحل زي الإكتئاب عن طريق مقياس خاص بالإكتئاب مثلا زي مقياس بيك (BDI-II) أو مقياس (CES-D) أو (CDLللأطفال). بنحدد درجة الإكتئاب بسيط او متوسط او شديد أو شديد جدا، وطبعا مهم جدا التشديد على ضرورة اجراء المقاييس النفسية المتخصصة على يد متخصص مؤهل للتعامل مع المقاييس النفسية.
٢:- المقاييس الاسقاطية Projective test وهدفها الأساسي من كشف عن أي صراعات و انفعالات خفية في نفسية المريض غالبا بيبقى المريض نفسه ميعرفش انها موجودة فيقدر المرشد تحديدها و تقويمها وعلاجها.
القياس النفسي يهدف أساسا لحاجتين مهمين:-
أولا:-نحدد ونصنف ونقيس الخصائص الفردية الي بتحكم السلوك يعني ببساطة ليه بتعمل التصرف دة وليه بتختار السلوك دة في الموقف دة يعني بنلاحظ ونقيس ونحدد ونتوقع السلوك دة في الوقت دة.
ثانيا:- استعمال ما تم قياسه في خدمة المجتمع يعني العامل الفلاني هيعمل أحسن ما عنده في الشغلانة دي!!
الطالب الفلاني هيبقى أنجح وأكتر تفوقا لو درس الدراسة دي!!
العامل الفلاني يشتغل كويس مع العامل العلاني ومينفعش يقعد في نفس المكتب مع العامل التالت.
الطالب دة يمشي معاه الضغط أما الطالب التاني مش هيستجيب ..وهكذا.
أظن كدة وضحت أهمية المقاييس النفسية لكل واحد سواء في الأسرة و المدرسة لاولياء الأمور والمدرسين والعاملين لتحديد وقياس وتمييز القدرات والفروق الفردية واختيار المجال الأفضل لكل طالب و تحسين وتعديل سلوك الأطفال و تميز مشاكل التوافق و التنمر والعنف وصعوبات التعلم والصحة النفسية السليمة.
أو في مجال العمل يساعد في اختيار العامل المناسب في المكان المناسب واختيار برامج التدريب الي تناسب العاملين في الأقسام المختلفة وطبعا تميز حالات عدم التوافق ونقص الدافعية وتحسين اوضاع العاملين لتحسين كفاءتهم ورفع كفاءة العمل في المقابل ..وهكذا.
ومن الأخر استخدام المقاييس بيسهل ويحسن تقديم الارشاد والمعونة لكل الأشخاص بمعرفته لنفسه أكثر وطبيعة شخصيته وجوانب القوة والضعف وامكانياته وحدود قدراته ليطور ويحسن نفسه في أكثر مجال يناسبه..