العناد واحد من أكثر المشكلات السلوكية شيوعًا بين الأطفال، طفل من كل ثلاثة أطفال يُظهر سلوكًا عناديِّا ويرفض ما يُطلب منه دون إبداء مبرر أحيانًا؛ ويشكل عناد الأطفال تحديًا أمام آبائهم، وقد يعرضهم لمواقف محرجة عديدة. دعونا إذًا نتعرف إلى مفهوم العناد عند الأطفال ومعناه ومظاهره، وكيف يمكن للوالدين التعامل مع هذه المشكلة الشائعة. ما العناد؟ العناد هو رفض التغيير بشكل عام، وهو رفض الطفل أي طلب أو عرض يوجه إليه، حتى لو كان العرض مما يحبه الطفل؛ وقد يكون الطفل عنيدًا بطبعه أو بسبب مؤثرات خارجية في حياته. وعلى عكس الشائع، فإن عدم إظهار الطفل لأي مظهر من مظاهر العناد لا يُعد أمرًا محمودًا، بل يُفترض أن يُظهر قدرًا طبيعيًّا ومقبولًا من العناد كدلالة على رغبته في إثبات ذاته وإدراكه لنفسه. ما أسباب العناد عند الأطفال؟ يصعب حصر أسباب العناد عند الأطفال، وكثير منها فطري لا يحتاج إلى علاج أو استشاره، بل يتلاشى مع نمو الطفل، وبعضها الآخر قد يحتاج إلى تدخل تختلف درجته باختلاف حدة العناد عند الطفل؛ ولعل أشهر تلك الأسباب: طب و الحل؟ التغافل وإلهاء الطفل في المراحل العمرية الأولي يكون الطفل في مرحلة تعلم واستكشاف وليس لديه قدرة على التحكم في رغباته وفضوله وذلك وفقاً لعلم نفس النمو والخصائص العمرية للأطفال من الميلاد وحتى سن سنة وأيضاً وفقاً للصفات والخصائص العمرية للمرحلة من سنة وحتى 3 سنوات. لذلك من الخطأ أن نسعى لتعديل سلوك الطفل في هذه المراحل لأن الطفل ليس لديه مشكلة أصلاً بل كل ما علينا هو أن نصرف انتباه الطفل عما يطلبه ونعرض عليه اختيارات أخري أو نغير المكان الذي يجلس فيه أو نسير معه في الخارج ونتغافل تماماً عن السلوك أو الحوار مع الطفل حوله لأن هذا يأتي بنتائج عكسية ويعمل على تثبيت السلوك وليس تغييره. لذلك في المرة القادمة عندما يبدأ الطفل في الصراخ أو العناد من أجل الحصول على شيء ما كل ما عليك هو التفكير في وسيلة تشتت بها انتباه الطفل وتجعله ينسي ا كان يصرخ عليه أو يريده وستجد أن الأطفال في هذه المرحلة سريعاً ما يتشتتون. تفسير سلوك الطفل على نحو خاطئ كثير من الأباء يتعامل مع سلوكيات الطفل على أنها تحمل معنى أكبر مما هي عليه فبدلاً من أن يفسر سلوك الطفل على أنه احتياج أو دوافع أو رغبات عند الطفل أو تعبير عما يدور داحل الطفل يقوم بإسقاط سلوك الطفل عليه هو وهذا طبيعي جداً في علم النفس ولكن المربي يجب عليه التنبه لذلك. (فيخبر نفسه أن الطفل لم يسمع كلامي لأنه لا يحترمني ، لا يستمع إلي ما أقول ، يتعمد إحراجي أمام الناس ، هو يشبه جده في هذا السلوك ، هو يعرف أن هذا السلوك يضايقني وبالرغم من ذلك يفعله) كل هذه الافكار والمعاني الخاطئة التي يعطيها المربي لسلوك الطفل تجعله غاضباً ومستاءً ويصبح غير مرن وغير صبور وغير هادئ أثناء التعامل مع الطفل في الموقف مما يجعل حل المشكلة أصعب وتتحول من مشكلة بسيطة لدي الطفل لمشكلة أعمق وأكبر. لذلك عليك كمربي أن تخرج نفسك من المعادلة أثناء التعامل مع الطفل فالأمر أبسط من ذلك تماماً وهو يخص الطفل فقط باحتياجاته البسيطة. عدم وصف الطفل بصفة العنيد الصورة الذهنية للطفل عن نفسه هي مصطلح هام جدًا يجب على كل مربي أن يفهمه وأن يدركه بشكل جيد لأنه يلعب دور هام جداً في تكوين سلوك الطفل وفي طرق تعديل سلوك الطفل. سنوضح مفهوم الصورة الذهنية من خلال الأمثلة التالية: طفل أخذ لعبة من صديقه بدون علمه وكان الطفل لا يدرك معنى الملكية عندما أخذ اللعبة بعد هذا الموقف أمه وأبوه وجدته ومعلمته أخبرته وسألته؛ هل أنت سارق؟ أنت سارق (حرامي) وسيكرهك كل الأطفال. ما حدث هنا كان أن الطفل لديه مشكلة في هم الملكية تحول لسارق وظهرت مشكلة لم تكن موجودة بالأساس وهي مشكلة السرقة عند الأطفال ويتعامل الطفل مع نفسه وفي سلوكه على أنه سارق ويأخذ أشياء لا تخصه أكثر وأكثر. نفس المثال على الكذب الطفل لا يستطيع التفرقة بين الواقع والخيال ويقال له دائمًا أنت كذاب فتظهر مشكلة الكذب عند الأطفال ويبدأ الطفل في الكذب بداعي وبدون داعي لأن صورته عن نفسه التي رأها وعرفها من خلال المحيطين به على أنه كذاب فيتصرف وفقًا لهذه الصورة. طبق ما سبق على العناد يتشبث الطفل برأيه في موقف ما أو يعبر عن رأيه بوضوح أو يمشي وراء فضوله ويشبع رغبته في الاستكشاف يجد أن أباه وأمه يقولان له دائمًا أنت عنيد أو أنت لا تسمع إلا نفسك أو أنت تفعل ما برأسك فقط، فيجد الطفل أن هذه الصفة متكررة وتحقق له أهدافه أو تضايق أبوه وأمه فيكررها انتقاما منهم ويقول للأخرين أنه يفعل كذا لأنه عنيد. هنا الأب والأم خلقوا مشكلة لم تكن موجودة بالأساس بسبب عدم إدراكهم لطبيعة وكيفية تربية الأطفال بشكل عام لأنهم يبحثون عن حلول فقط. وليس علم ومعرفة حقيقية لذلك ننصح دائمًا كل أم وأب أن يأخذ دورة في تربية الأطفال تساعده على فهم التربية بشكل صحيح وشامل وستجدون لدينا في أكاديمية إشراقة أفضل دورة تساعدكم في هذا الأمر وهي دورة الوعي التربوي الشاملة لكل ما يخص تربية الأطفال من الميلاد وحتى سن ١٨ سنة. معرفة دوافع السلوك واحتياجات الأطفال من الخطأ أن نستعجل في إصدار الحكم على سلوك الطفل بأنه مشكلة سلوكية بل العكس هو الصحيح أخر شيء هو وجود مشكلة. في البداية لابد أن نضع الخصائص والسمات للمرحلة العمرية للطفل كتفسير أولي لسلوك الطفل وهي تختلف من مرحلة لمرحلة. وفقًا لعلم نفس النمو فإن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للسن من ٣-٦ سنوات تختلف كلياً عن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للأطفال من سن ٧-١ سنة وطبعًا عن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للمراهقين من ١٢ -١٨ سنة. لذلك من المهم أن تكون كمربي لديك المعرفة العامة بالتربية بشكل عام لأن هذا سيجعلك تنظر لكل سلوك بعدة احتمالات وليس على أنه مشكلة.
الدعم والمساندة النفسية
الموضوعات مقدمة،مفهوم الدعم النفسي،أهمية الدعم النفسي، المقدمة:- إن تحديات الحياة المعاصرة وضغوط الازمات اليومية تضعنا في أوضاع نفسية متردية تؤثر سلبا على مشاعرنا وتغير كثيرا من سلوكنا وأنماط تفكيرنا وقد تصل لنوع من الإعاقة النفسية التي تجعلنا في أمس الحاجة لأساليب وطرق منهجية وبرامج مدروسة تساعدنا على التحرر من هذه المشاعر التي تعيق حياتنا و تسجن مشاعرنا في حصار من السلبيات والعقبات التي تمنعنا من ممارسة حياتنا بصورة طبيعية و إدارة ذواتنا بفاعلية واكتشاف قدراتنا وتطويرها. مفهوم الدعم النفسي:- يعرف الدعم النفسي اصطلاحا بأنه؛((أي نشاط يحسن من قدرة الفرد على التعامل مع الظروف غير العادية للحدث الحرج ، والتي تنطوي على درجات عالية من التوتر .)) وفقا لدليل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ، 2006م.وهو سلسلة متصلة من الدعم والرعاية التي تؤثر على الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد . تمتد هذه السلسلة من أفراد الأسرة، ومقدمي الرعاية والأصدقاء والجيران ، والمدرسين ، إلى العاملين في مجال الصحة وأعضاء المجتمع ، ضمن علاقات رعاية يومية مستمرة تجمع بين التواصل والتفاهم والحب غير المشروط ، والتسامح والقبول ، وتتوسع لتصل إلى الرعاية التي تقدمها الخدمات النفسية المتخصصة .ويتم من خلال إكتساب المعارف والمهارات والقدرات المؤهلة لاتخاذ القرارات ، واكتساب الخبرات الفعالة بهدف تحديد الأولويات التي تعين على أداء الأدوار المنوط بها بكفاءة واقتدار . أهمية الدعم النفسي:- للدعم النفسي أهمية كبيرة في حياة أفراد المجتمع ، فهو يؤثر في كيفية إدراك الفرد لأحداث الحياة الضاغطة وأساليب المواجهة الفعالة وبصورة اكثر دقة يمكن تلخيص أهمية الدعم في النقاط التالية:-1. حماية الذات :-الدعم النفسي يعمل مباشرة على مفهوم الفرد لذاته وتحسين آليات سيطرة الفرد على ذاته وتنميتها وتطويرها مما يكون له تأثير مباشر وسريع في احساس الفرد بأهمية ذاته ورفع تقديره لذاته كما أن الدعم النفسي يولد شعور إيجابي نحو ذات الفرد مما يرفع من مستوى سعادة و رضا الفرد عن نفسه. وله دور مهم في التخفيف من حدة المؤثرات السلبية والعقبات والمعاناة التي تقع على الفرد بسبب تحديات الحياة والأزمات بكافة أشكالها..2. الوقاية من الأمراض والاضطرابات :-يلعب الدعم النفسي دور مهم في التعافي من الاضطرابات سواء كانت نفسية أو عقلية ، بالإضافة إلى التوافق الإيجابي والنمو الشخصي للفرد ، وتجعل الشخص أقل تأثرا عندما تعترضه الأزمات .و للدعم النفسي أثرا ايجابي كبير على الصحة النفسية ، وله دور كبير في تزويد الفرد ببعض الخبرات الإيجابية المنتظمة .3. مصدر للتوافق والتكيف الانفعالي :-أن تقلبات الحياة و الأزمات المتتالية تضع ضغوط كثيرة على الأفراد تؤثر عليهم سلبيا بدرجات متفاوتة تجعل من التكيف المطلوب لممارسة الحياة الطبيعية بسلاسة مهمة صعبة وشاقة لذلك يكون للدعم النفسي دور مهم في تحسين وتطوير التوافق والتكيف الانفعالي ليستطيع الفرد المرور بكفاءة عالية في مصاعب الحياة دون آثار سلبية طويلة المدى كما أن استمرار الدعم والمساندة في صورة مجموعات داعمة مستمرة يجعلها مصدر للدعم والمساندة التي نحتاجها غالبا في حياتنا…4. إشباع الحاجة للأمن النفسي :-الظروف الحياتية الضاغطة والأزمات التي يمر بها الأفراد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وتهديد الاحساس بالذات،و يصبح الفرد بعدها مهزوز ومهزوم و في أشد الحاجة للإحساس بالأمان والإطمئنان و الإنتماء لكيان داعم يستمد منه شعوره بكيانه وذاته الفردي ليستطيع الإستمرار و البقاء والتحرر من حصار الضغوطات وتنمية وتطوير مهارات التكيف لمواجهة التحديات و ضغوطات الحياة في المستقبل بأساليب ايجابية أكثر فاعلية…. يهدف الدعم النفسي إجتماعي إلى مساعدة الأفراد على التعافي بعد ان عطلت الأزمة حياتهم وإلى تعزيز قدرتهم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد معايشتهم لأحداث مؤذية.