العناد واحد من أكثر المشكلات السلوكية شيوعًا بين الأطفال، طفل من كل ثلاثة أطفال يُظهر سلوكًا عناديِّا ويرفض ما يُطلب منه دون إبداء مبرر أحيانًا؛ ويشكل عناد الأطفال تحديًا أمام آبائهم، وقد يعرضهم لمواقف محرجة عديدة.

دعونا إذًا نتعرف إلى مفهوم العناد عند الأطفال ومعناه ومظاهره، وكيف يمكن للوالدين التعامل مع هذه المشكلة الشائعة.

ما العناد؟

العناد هو رفض التغيير بشكل عام، وهو رفض الطفل أي طلب أو عرض يوجه إليه، حتى لو كان العرض مما يحبه الطفل؛ وقد يكون الطفل عنيدًا بطبعه أو بسبب مؤثرات خارجية في حياته.

وعلى عكس الشائع، فإن عدم إظهار الطفل لأي مظهر من مظاهر العناد لا يُعد أمرًا محمودًا، بل يُفترض أن يُظهر قدرًا طبيعيًّا ومقبولًا من العناد كدلالة على رغبته في إثبات ذاته وإدراكه لنفسه.

ما أسباب العناد عند الأطفال؟

يصعب حصر أسباب العناد عند الأطفال، وكثير منها فطري لا يحتاج إلى علاج أو استشاره، بل يتلاشى مع نمو الطفل، وبعضها الآخر قد يحتاج إلى تدخل تختلف درجته باختلاف حدة العناد عند الطفل؛ ولعل أشهر تلك الأسباب:

  • عمر الطفل؛ حيث يُظهر الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (من 3 إلى 5 سنوات) سلوكًا عناديًّا كمظهر من مظاهر النمو في تلك المرحلة، ورغبة منه في إثبات ذاته.
  • سعي الطفل نحو الاستقلال، ومحاولته الهروب من سيطرة أبويه عليه.
  • تقييد حركة الطفل وحريته، سواء بقيود مادية، كضيق مساحة المنزل، أو معنوية، كعدم اهتمام والديه به، فيحاول بعناده لفت الأنظار إليه.
  • ندِّيَّة التعامل بين الأبوين وبين أطفالهم.
  • غياب لغة الحوار بين الطفل ووالديه، واقتصار التواصل بينهم على أوامر يمليها الأبوان عليه.

طب و الحل؟

التغافل وإلهاء الطفل

في المراحل العمرية الأولي يكون الطفل في مرحلة تعلم واستكشاف وليس لديه قدرة على التحكم في رغباته وفضوله وذلك وفقاً لعلم نفس النمو والخصائص العمرية للأطفال من الميلاد وحتى سن سنة وأيضاً وفقاً للصفات والخصائص العمرية للمرحلة من سنة وحتى 3 سنوات.

لذلك من الخطأ أن نسعى لتعديل سلوك الطفل في هذه المراحل لأن الطفل ليس لديه مشكلة أصلاً بل كل ما علينا هو أن نصرف انتباه الطفل عما يطلبه ونعرض عليه اختيارات أخري أو نغير المكان الذي يجلس فيه أو نسير معه في الخارج ونتغافل تماماً عن السلوك أو الحوار مع الطفل حوله لأن هذا يأتي بنتائج عكسية ويعمل على تثبيت السلوك وليس تغييره.

لذلك في المرة القادمة عندما يبدأ الطفل في الصراخ أو العناد من أجل الحصول على شيء ما كل ما عليك هو التفكير في وسيلة تشتت بها انتباه الطفل وتجعله ينسي ا كان يصرخ عليه أو يريده وستجد أن الأطفال في هذه المرحلة سريعاً ما يتشتتون.

تفسير سلوك الطفل على نحو خاطئ

كثير من الأباء يتعامل مع سلوكيات الطفل على أنها تحمل معنى أكبر مما هي عليه فبدلاً من أن يفسر سلوك الطفل على أنه احتياج أو دوافع أو رغبات عند الطفل أو تعبير عما يدور داحل الطفل يقوم بإسقاط سلوك الطفل عليه هو وهذا طبيعي جداً في علم النفس ولكن المربي يجب عليه التنبه لذلك.

(فيخبر نفسه أن الطفل لم يسمع كلامي لأنه لا يحترمني ، لا يستمع إلي ما أقول ، يتعمد إحراجي أمام الناس ، هو يشبه جده في هذا السلوك ، هو يعرف أن هذا السلوك يضايقني وبالرغم من ذلك يفعله)

كل هذه الافكار والمعاني الخاطئة التي يعطيها المربي لسلوك الطفل تجعله غاضباً ومستاءً ويصبح غير مرن وغير صبور وغير هادئ أثناء التعامل مع الطفل في الموقف مما يجعل حل المشكلة أصعب وتتحول من مشكلة بسيطة لدي الطفل لمشكلة أعمق وأكبر.

لذلك عليك كمربي أن تخرج نفسك من المعادلة أثناء التعامل مع الطفل فالأمر أبسط من ذلك تماماً وهو يخص الطفل فقط باحتياجاته البسيطة.

عدم وصف الطفل بصفة العنيد

الصورة الذهنية للطفل عن نفسه هي مصطلح هام جدًا يجب على كل مربي أن يفهمه وأن يدركه بشكل جيد لأنه يلعب دور هام جداً في تكوين سلوك الطفل وفي طرق تعديل سلوك الطفل.

سنوضح مفهوم الصورة الذهنية من خلال الأمثلة التالية:

طفل أخذ لعبة من صديقه بدون علمه وكان الطفل لا يدرك معنى الملكية عندما أخذ اللعبة بعد هذا الموقف أمه وأبوه وجدته ومعلمته أخبرته وسألته؛ هل أنت سارق؟

أنت سارق (حرامي) وسيكرهك كل الأطفال.

ما حدث هنا كان أن الطفل لديه مشكلة في هم الملكية تحول لسارق وظهرت مشكلة لم تكن موجودة بالأساس وهي مشكلة السرقة عند الأطفال ويتعامل الطفل مع نفسه وفي سلوكه على أنه سارق ويأخذ أشياء لا تخصه أكثر وأكثر.

نفس المثال على الكذب الطفل لا يستطيع التفرقة بين الواقع والخيال ويقال له دائمًا أنت كذاب فتظهر مشكلة الكذب عند الأطفال ويبدأ الطفل في الكذب بداعي وبدون داعي لأن صورته عن نفسه التي رأها وعرفها من خلال

المحيطين به على أنه كذاب فيتصرف وفقًا لهذه الصورة.

طبق ما سبق على العناد يتشبث الطفل برأيه في موقف ما أو يعبر عن رأيه بوضوح أو يمشي وراء فضوله ويشبع رغبته في الاستكشاف يجد أن أباه وأمه يقولان له دائمًا أنت عنيد أو أنت لا تسمع إلا نفسك أو أنت تفعل ما برأسك فقط، فيجد الطفل أن هذه الصفة متكررة وتحقق له أهدافه أو تضايق أبوه وأمه فيكررها انتقاما منهم ويقول للأخرين أنه يفعل كذا لأنه عنيد.

هنا الأب والأم خلقوا مشكلة لم تكن موجودة بالأساس بسبب عدم إدراكهم لطبيعة وكيفية تربية الأطفال بشكل عام لأنهم يبحثون عن حلول فقط. وليس علم ومعرفة حقيقية لذلك ننصح دائمًا كل أم وأب أن يأخذ دورة في تربية الأطفال تساعده على فهم التربية بشكل صحيح وشامل وستجدون لدينا في أكاديمية إشراقة أفضل دورة تساعدكم في هذا الأمر وهي دورة الوعي التربوي الشاملة لكل ما يخص تربية الأطفال من الميلاد وحتى سن ١٨ سنة.

معرفة دوافع السلوك واحتياجات الأطفال

من الخطأ أن نستعجل في إصدار الحكم على سلوك الطفل بأنه مشكلة سلوكية بل العكس هو الصحيح أخر شيء هو وجود مشكلة.

في البداية لابد أن نضع الخصائص والسمات للمرحلة العمرية للطفل كتفسير أولي لسلوك الطفل وهي تختلف من مرحلة لمرحلة.

وفقًا لعلم نفس النمو فإن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للسن من ٣-٦ سنوات تختلف كلياً عن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للأطفال من سن ٧-١ سنة وطبعًا عن الاحتياجات والدوافع والخصائص العمرية للمراهقين من ١٢ -١٨ سنة.

لذلك من المهم أن تكون كمربي لديك المعرفة العامة بالتربية بشكل عام لأن هذا سيجعلك تنظر لكل سلوك بعدة احتمالات وليس على أنه مشكلة.

 

طور نفسك
بخصوصية و امان

احنا معاك ومش هنسيبك إلا وانت في أمان هنعمل خطوة خطوة ونجرب كل الوسائل ونحط مع بعض الخطة العلاجية الملائمة ونجربها ونقيمها … متقلقش انت في أيد أمينة مع مجموعة من المتخصصين والخبراء في مجال الصحة النفسية واضطرابات الشخصية

©جميع الحقوق محفوظة لموقع هنساعدك دوت كوم